ثالث إعفاء في عهده.. السكوري يُعلق أرقام البطالة على شماعة المديرة العامة لـ"أنابيك" بعد تحول "الود" بينهما إلى "حرب"

عجل يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي، والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، بتسريب خبر إعفائه لإيمان بلمعطي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بعد أن حملها مسؤولية "ضعف الحصيلة" في مجال التشغيل، إثر تسجيل المغرب في عهده أسوأ معدلات البطالة منذ عقود.

وعلى الرغم من عدم إتمام المسطرة القانونية لإعفاء بلمعطي، إلا أن الخبر تسرب من وزارة السكوري، مُرفقا بتعليقات تصف حصيلتها خلال الـ 14 شهرا الماضية بـ "الضعف"، وتتحدثُ عن كون عملها لم يكن مُقنعًا بالنسبة للوزارة الوصية وللحكومة ككل، علما أنها ثالث شخص يطاله الإعفاء من هذا المنصب في عهد الوزير الحالي.

مصادر مهنية أوضحت لـ"الصحيفة" أن الأمر يتعلق بوجود صراعات شخصية منذ شهور بين السكوري وبين بلمعطي، لافتةً إلى أن الاثنين كانت تربطهما في البداية علاقة جيدا، فالسكوري هو نفسه الذي اقترحها على رئيس الحكومة عزيز أخنوش سنة 2024، لقيادة "أنابيك".

وكانت بلمعطي قد تولت إدارة "أنابيك" بالنيابة قبل ذلك، عندما أعفى السكوري من هذا المنصب سلفها نور الدين بن خليل، بحجة وصوله إلى سن التقاعد، قبل أن يتم تعيينها رسميا خلال المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ 25 أبريل 2024.

وقبلها كانت بلمعطي، المزدادة سنة 1981، على "وفاق تام" مع السكوري، حيث كانت مستشارةً بديوانه في الوزارة، ومديرة للخدمات مُكلفة بالمقاولات الذاتية والصغيرة جدا، إلا أن الخلافات بدأت تتصاعد بين الطرفين، وفق مصادرنا، مع بروز أرقام البطالة "الكارثية".

وقبل إعفاء بلمعطي وبن خليل، كان السكوري قد أعفى مديرا عاما آخر لـ"أنابيك"، وهو محمد عاشق، الذي عُين على رأس الوكالة في غشت من سنة 2021، بعد اقتراحه من طرف وزير التشغيل والإدماج المهني السابق محمد أمكراز، وأُعفي في شتنبر 2022.

هذه الإعفاءات الثلاث تعد قياسية بالنظر لفترة تولي السكوري مهامه على رأس الوزارة، وهي أقل من 3 سنوات و9 أشهر، إلا أنها تعكس حالة "الفوضى" التي يعيشها مجال التشغيل في عهده، كما تصف ذلك مصادر مهنية استنادا إلى الأرقام والمعطيات الرسمية.

وفي دجنبر الماضي، كشف شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، استنادا إلى معطيات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، أن معدل البطالة في المغرب وصل إلى 21,3 في المائة، عوض 16,2 فقط في المائة قبل 10 سنوات، وفي ماي الماضي قالت المندوبية إن المغرب يضم 1,63 مليون عاطل.